نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 96
[مدينة المنصور]
وحاذينا في طريقنا مدينة المنصور «1» في الجانب الشرقي، قرب سر من رأى والمسافة ستة فراسخ.
[تكريت]
وتليها مرحلة تكريت بفتح التاء، سميت بتكريت بنت وائل، وهي بلدة قديمة كبيرة لم يبق منها الآن إلا القليل، وأكثرها خراب، رسومه «2» ظاهرة، (40 أ) والمسافة ستة فراسخ، ومنها كتبت للولد القلبي حسين بك كتابا صورته: من محب سالمه سهاده، وحاربه رقاده، وخانه جلده، ووفى له كمده. ترامت به البلدان والأقطار، وتقاذفت به الفلوات فأقصته عن الديار:
يوما بحزوى ويوما بالعقيق ... وبالعذيب يوما ويوما بالخليصاء
تأجّجت زفراته، واضطرمت لوعاته، وهاضت «3» أشواقه حين أساء عليه فراقه، جل عن أن تصفه الأقلام، وعظم أن تحيط به الأرقام:
والشوق أعظم أن يحيط بوصفه ... قلم وأن يطوى عليه كتاب
والله ما أنا منصف إن كان لي ... عيش يطيب وجيرتي غياب
وأيم الله لا يرد على سروري، ولا يعيد عليّ حبوري، ولا يرد جيش همومي، ولا يزيح تراكم غمومي، إلا التملي بمحيا الأمجد الذي علا حسبه وسما نسبه وشرفت أخلاقه، وزكت أصوله وأعراقه، وعذبت موارده ومصادره، وسمت مكارمه ومفاخره، ذي المعارف التي جلّت عن التعريف، والعوارف التي لا يحيط بها التوصيف، فالواصف وإن أطرى
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 96